الأربعاء، 19 يناير 2011

الفن التشكيلي في الأردن


الفن التشكيلي في الأردن
1-    عرض تاريخي :  
تعتبر البداية الحقيقية للفن التشكيلي الأردني المعاصر متأخرة نسبيا قياسا بالبدايات التشكيلية العربية المعاصرة ، إذ أن الفن التشكيلي العربي المعاصر قد بدأ في نهايات القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، وبشكل خاص في كل من مصر والعراق والمغرب العربي .




إن البدايات الأولى للفن التشكيلي الأردني قد ظهرت مع تأسيس امارة شرق الأردن على يد فنانين وافدين كالفنان اللبناني عمر الانسي والفنان التركي ضياء الدين سليمان .
حضر عمر الانسي إلى عمان عام 1923 بعد أن درس الفن في بيروت على يد كل من الفنان حبيب سرور والفنان خليل صليبي ، وأقام في عمان لمدة خمس سنوات علم فيها الانجليزية لكل من المغفور له الملك طلال والأمير نايف ، وأتاح له ذلك القيام برسوم مائية في الأردن بأسلوب انطباعي ظهر فيها تمكن في مزج الألوان وبراعة في التصوير وخفة في الريشة ، حيث اعتبرت أعماله بالنسبة لزمنه متقدمة بشكل كبير ، أما أعماله الزيتية فتدل على موهبة وتقدم نسبي في هذا المجال ن وغادر عمان إلى بيروت سنة 1927 ومنها الى باريس ليكمل دراسته في الفن ، فقد اقيم له في بداية الخمسينيات عدة معارض مما يدل على عودته للأردن في فترات لاحقة من دراسته ويعتبر من رواد الحركة التشكيلية الأردنية واللبنانية وان كان تأثيره في لبنان أكبر بحكم اقامته اللاحقة فيها
اما انطوان باسيل الذي ما تزال بعض ايقوناته في كنيسة مادبا والتي رسمها عام 1937 فقد هاجر في منتصف الخمسينات إلى أمريكا وتدل أعماله على مستوى فني رفيع
أما ضياء الدين سليمان التركي الأصل فقد كان ملحقا بالسفارة التركية في باريس وضابطا في الجيش التركي المقيم في بلاد الشام أثناء الحرب العالمية الأولى وبعد انتهائها عاش في فلسطين ثم انتقل الى عمان عام 1930 وظل فيها يمارس الرسم بالألوان الزيتية حيث رسم كل من عمان وجرش وطبرية والقدس ونابلس وأقام أول معرض له في الأردن في فندق فيلادلفيا عام 1938 ، هذا وقد تضاربت المعلومات بشأن دراسته في الفن ، اذ أن معلومة تفيد بانه درس الفن في فرنسا حينما كان ملحقا هناك ومعلومة تفيد بأن دراسته للفن كانت في ايران و لربما درس في كل منهما
وتبين اللوحات التي ما زالت بين ايدينا للفنان سليمان على قدرة فذة في التصوير الزيتي سواء من حيث التلوين او المنظور وظل يرسم حتى وافته المنية اثر عملية جراحية في مستشفى السلط عن عمر يناهز الستين
اما الفنان جمكال بدران والذي ولد في حيفا عام 1909 فقد درس الفنون التطبيقية بالقاهرة من عام 1922-1927 ثم التحق للدراسة في بريطانيا من عام 1934-1937 متعمقا في دراسة الفنون الزخرفية والتطبيقية وبذلك فانه يعتبر أول فنان يحمل مؤهلا اكاديميا اضافة الى تخصصه في فنون الزخرفة والخط وما الى ذلك من فنون تراثية أتاحت له الاشراف على ترميم المسجد الاقصى واعادى منبر صلاح الدين الذي احرق عام 1969 على ايدي الصهاينة واشرافه فيما بعد على ديكورات وزخارف كل من مسجد الجامعة الأردنية ومسجد الملك عبد الله بعمان ، وخلال هذه السنين ومنذ تخرجه عمل خبيرا في اليونيسكو بليبيا ومدرسا للفن والاشغال اليدوية في دمشق والقدس وفنان متفرغا في محترفه بمدينة رام الله منذ وقت مبكر
لقد امتاز جمال بدران باسبقية زمنية عن غيره من الفنانين اذا ما عرفنا أن أول الخريجين من بعد قد عاد في الستينيات اضافة الى محافظته على الأصول التراثية في لوحاته الزخرفية والخطية او أعماله بهذا الطابع التراثي الأصولي والذي لم يحد عنه رغم تعرفه على المدارس الفنية الحديثة في لندن وفي وقت مبكر وربما في أوج التوجه الفني الحديث
وفي منتصف الاربعينيات كان هناك عدد كبير من الهوا يعرضون أعمالهم في صالونات الحلاقة والبيوت الأردنية والمحلات العامة أمثال سامي نعمة حلمي حميد يعقوب السكر الذي صمم العملة الأردنية والعديد من الطوابع الأردنية
أما أهم الهواة في ذلك الوقت فقد كان رفيق اللحام الذي تقاسم العرض مع الفنان اللبناني عمر الانسي العائد إلى عمان بعد دراسته في باريس
تميزت أعمال هذه المرحلة بالنقل الحرفي من الطبيعة ومعرفة نسبية بالألوان وشيء من المنظور ، حيث كان للطبيعة والاثار نصيب الأسد من اللوحات
ومع بداية النكبة الفلسطينية عام 1948 وصل إلى عمان الفنان الروسي جورج اليف مغادرا فلسطين وقد كان هذا الفنان من الفنانين الذين غادروا روسيا بعد الحرب العالمية الأولى .
وقد كان لهذا الفنان أثر حسن بتدريبه وتدريسه الفن لعدد من الفنانين الاردنيين أمثال مهنا الدرة ، رفيق اللحام ، نائلة ذيب وتميز اسلوبه بالواقعية الساذجة وقد مارس التصوير الزيتي والمائي والمائي والحبر الصيني في عمان وشارك في المعارض المقامة منذ سني الخمسينيات حتى عام 1968 حيث غادر إلى بيروت وفي عام 1951 أقيم معرض جماعي أخر في المنتدى العربي ضم اعمال احسان ادلبي فاليرا شعبان  كوثر شاهد ، مهنا الدرة نهاية هاشم هشام حجاوي رفيق اللحام وفي عام 1952 أقيم المعرض الزراعي الول في عمان حيث ضم جناحا تشكيليا شارك فيه احسان ادلبي رفيق اللحام  روبيكا بهو نعيمة عصفور جميل مدانات عيسى أبو الراغب عبد الله السعودي ليلى مغنم وفي عام 1953 عرض رفيق اللحام وجورج اليف وفاطمة المحب في الكلية العلمية الاسلامية ، ثم اقيم المعرض الزراعي الصناعي الثاني وضم جناحا تشكيليا عرض فيه رفيق اللحام ، جورج اليف وفاطمة المحب ، وقد أقيم في عام 1953 أيضا معرض المنتدى العربي وشارك يه أعضاء هذا المنتدى السالف ذكرهم
في عام 1953 تأسست ندوة الفن الأردنية وعرضت أعمالها في معهد النهضة العلمي حيث شارك أعضاء الندوة الذين بلغ ععدهم خمسين فنانا وهاويا نذكر منهم  نجاح الخياط فاليرا شعبان وربيكا بهو نعيمة عصفور بلقيس الروسان رفيق اللحام احسان ادلبي حلمي حميدو ، عبد الله العوري مهنا الدرة وعيسى ابو الراغب جميل مدانات دعد التل بشارة انطاس يعقوب داكسيان خليل العمري سامي نعمة فخري جاكوخ خضروف عجميان انور زادة كوثر شاهد حيث تنوعت المعروضات في التصوير والرسم والنحت
وفي نفس العام 1953 أقام مهنا الدرة الصبي معرضا للوحاته في نفس العام ايضا نظم فريق قتيبة الرياضي معرضا فنيا في مدرسة العروبة باربد ضم اعمال عشرين فنانا وهاويا
وفي عام 1955 أقيم معرض ني بنادي التعاون في عمان ولا نعرف من المشاركين في أحدا حيث لا تتوفر المعلومات لدينا لكن عام 1956 شهد ثلاثة معارض الأول جماعي أما الثاني فهو معرض شخصي للفنان أحمد أبو سلمى والثالث للفنان علي الغول بالكلية الرشيدية في القدس .
في رام الله أقيم عام 1953 معرضا مشتركا لاسماعيل شموط وسامية الزرو ، لقد تميزت الفترة ما بين 1946 – 1956 بأنها فترة الفنانين الهواة في الغالب وبعض هؤلاء في الغالب كانوا صغارا في السن أمثال مهنا الدرة والذي سيكون له دور هام فيما بعد وعلي الغول الذي احترف الهندسة والفن معا وظل يواصل مسيرته الفنية حتى الآن
ونخلص الى القول بأن هؤلاء الهواة قد انسحب معظمهم ولم يتبق منهم في ميدان التشكيل الأردني سوى قلة نذكر منهم رفيق اللحام ومهنا الدرة وعلي الغول ، أما جورج اليف الروسي فقد انسحب عام 1968 الى بيروت وكان تاثيره التشكيلي ضعيفا وهذا عائد الى ضعف امكانياته الفنية حيث ظل يروامج ضمن المفهوم الواقعي الساذج غير القادر على امتلاك ادواته الفنية
منذ عام 1958 بدأت المعارض الشخصية تقام في المملكة اذ تخرجت عفاف عرفات وحصلت على دبلوم في الفن من بريطانيا عام 1957 واقامت معرضها في 1958 ثم معرضها الثاني في 1959 وهي السنة التي افتتح فها الفنان الايطالي اراماندو معهده لتعليم الفنون في عمان وبدأ يدرس عنده عدد من الفنانين الأردنيين مثل مهنا الدورة رفيق اللحام ديانا يواكيم واخرين
وفي عام 1960 اقيم معرض جماعي وسمي معرض التصوير الأول وذلك بدعوة من رئاسة التوجيه والانباء والاعلام شارك فيه ارسلان رمضان امل قادري ارادا كاهاهيان اديبة معاذ جوليت حداد تحسين الزعبي دعد التل ديانا يواكيم جورج اليف روز خوري سلامة خوري غزوة ملحس مهنا الدرة نهلا شويحات نائلة حمارنة الشريفة وجدان ناصر الدكتور فؤاد الشهابي فوزي قندح فاطمة المحب كمال بلاطة رفيق اللحام صلاح الدين الملي أنور زادة وبيده أن المعرض كان يضم أعمالا في التصوير الفوتوغرافي في اضافة الى الرسم والتصوير الزيتي
في عام 1961 اقيم معرض جماعي بامانة العاصمة وتاسست رابطة رعاية الفنون والاداب في عمان وقد أقامت معرضين الأول في القدس سنة 1962 والثاني في عمان 1963 وفي نفس الفترة تأسست ندوة الرسم والنحت الأردنية وكان لها فرع في عمان واخر في القدس واقامت العديد من المعارض كان اهمها معرض الخريف الذي اقيم بامانة العاصمة وضم أعمال خمسين فنانا وهاويا
في عام 1970 تم تأسيس المؤسسة الملكية الأردنية للفنون الجميلة وكانت ترعاها الأميرة منى ، وتكلل نشاطها باقامة معرض للرواد ومعرض لاحد عشر فنانا عام 1972 بفندق الأردن .
وفي العام 1970 تأسس معهد الفنون الجميلة التابع لدائرة الثقافة والفنون حيث ساهم كل من مهنا الدرة وعلي الغول في تأسيسه وقد شاركهم محمود صادق في فكرة التأسيس هذا وقد تم في عام 1976 تأسيس وزارة الثقافة والشباب والتي أقامت معرض الفنون التشكيلية الأول عام 1977 ثم المعرض الثاني عام 1978 حيث ضم أعمالا للرواد والشباب بلغ عددهم 30 فنان
وفي أواخر السبعينيات تأسست الجمعية الملكية للفنون الجميلة برئاسة الأميرة وجدان علي ، وقد توجت نشاطها بافتتاح المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة عام 1980
وفي أواخر السبعينات أيضا كان هناك عدد من خريجي معاهد المعلمين والدبلوم في التربية الفنية اضافة الى من درسوا دراسات خاصة بالفن واكدوا وجودهم لاحقا في الساحة التشكيلية
بحلول عام 1981 كانت الحركة التشكيلية قد بدأت تعي دورها وتأكد ذلك من خلال مشاركتها في المعارض العربية والدولية وحصول العديد من الفنانين الاردنين على جوائز رفيعة .
يمكن القول بأن الحركة التشكيلية الأردنية الآن قد بدأت تتلمس طريقها بشكل أكثر وضوحا من أجل تفاعل خلاق ، ويتضح هذا من خلال توفر العديد من المعطيات الجديدة على الساحة التشكيلية ومن أهمها توفر قاعات العرض الوطنية بعد أن كانت هذه القاعات في المراكز الثقافية الأجنبية فقط ، منها قاعة المركز الثقافي الملكي وقاعة عالية الملكية الأردنية ، اضافة الى قاعات بنك البتراء وبنك الاسكان وجاليري الواسطي ومراسم الفنانين اسحق نحلة ومحمود طه وحازم الزعبي وقاعة التشكيليين والمتحف الوطني الأردني
تأسس قسم الفنون الجميلة في جامعة اليرموك عام  1980 - 1981 حيث كان ضمن اقسام كلية الاداب حتى انتقل الى كلية التربية في العام 1988-1989 والتي سميت آنذاك بكلية التربية والفنون وكان قد ضم قسم الفنون اربع تخصصات هي: الفنون الجميلة، التصميم والفنون التطبيقية، الموسيقى والدراما. وفي عام 2001 استقلت الفنون الجميلة عن التخصصات الأخرى حيث اصبح قسم مستقل يشتمل على ستة تخصصلت وهي: الرسم والتصوير، فنون الغرافيك، التصوير الفتوغرافي، السيراميك، النحت، والحرف التقليدية. وكان قد انشئ قسم الفنون الجميلة بهدف تدريس الفن كمنهج تقني وعلمي فني هام في بناء مجتمع أجمل وأرقى وأمثل. وقد جاء أيضا كنتيجة ملحة في تلبية حاجات المؤسسات المهنية والتربوية العامة والخاصة لتدريس الفنون الجميلة بحقولها الفنية وكمنهج حياة كغيرة من العلوم والمعرفة. ويتطلع القسم ليحتل المكان الأعلى والأبرز على الصعيد الداخلي والخارجي في جميع تخصصاته الفنية عن طريق التحديث المستمر في سياساته وبرامجه التعليمية والخطط الدراسية ليواكب جميع متطلبات العصر الحديث بوعي وشمولية. 
  البرامج
يتكون قسم الفنون الجميلة من برنامجين:
برنامج البكالوريوس: يمنح قسم الفنون الجميلة  درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة (BA)  بتخصصاته الدقيقة العملية كالرسم والتصوير، فنون الجرافيك، الخزف، التصوير الفوتوغرافي، النحت والحرف التقليدية. كما تدرس مساقات في النقد الفني وعلم الجمال وتاريخ الفن،  وتكنولوجيا تعليم الفنون ووسائطها، ومساقات في تاريخ التخصص وعلم المواد والتقنيات واللون والتشريح الفني وغيرها من المساقات التي تعمل على تعزيز التخصص. يختص الطالب بإحدى تخصصات الفنون الجميلة ويقدم في السنة الرابعة مشروع تخرج عملي محكم من قبل لجنة متخصصة.

برنامج الماجستير:   يمنح قسم الفنون الجميلة  درجة الماجستير (MA) في الفنون الجميلة النظرية مثل مساقات في النقد الفني وتاريخ الفن وعلم الجمال، وتكنولوجيا التعليم ووسائطها والتربية الفنية. ويطرح برنامج الماجستير مساقات عملية اختيارية في الفنون الجميلة مثل الغرافيك والرسم والتصوير والخزف وغيرها. ولطلبة الماجستير الحرية في التركيز على إحدى قضايا الفنون الجميلة العملية أو النظرية في كتابة الأطروحة.

أهداف القسم:
1.   تأهيل خريجين مختصين ومحترفين في حقول الفنون الجميلة، قادرين على تحمل المسؤولية في حمل أعباء ونشر رسالة الفن التشكيلي ، ورفع وتطوير المنهج وفلسفة الحركة الفنية التشكيلية.
2.   تأهيل خريجين محترفين محملين بالعلم والمعرفة التقنية والإبداع تكون قادرة على تغطية وتلبية حاجات السوق المحلي ومؤسسات التعليم العالي والتربوي الفني العام والخاص.
3.      تمكين الخريج من الاحتراف الفردي والمهني والاعتماد على الذات والانخراط يسوق العمل باعتبار أن الفن رسالة وعلم ومعرفة وحرفة.
4.      العمل على تنمية الفكر الخلاق عند الطلبة في إنتاج أعمال فنية إبداعية تسهم في الارتقاء بالرقي والسلوك الإنساني والحضاري وتنمية الجمال.
تدريس الفن كمنهج هام لبناء مجتمع أرقى وأمثل باعتبار أن الفن محور العلوم.

هناك تعليقان (2):

  1. اذا كنت تقوم بتجهيز منزلك او عمل بعض التجديدات و تريد ديكورات مميزه فقط توجه لومقع محمد ابو الصح و اقتني واحده من اجمل تصاميم مدافئ امريكيه و ذلك باقل الاسعار المقدمه و العروض القويه .. للمزيد زورو موقعنا او اتصلو بنا علي :
    0790614242_0789896332

    ردحذف
  2. اذا كنت تقوم بتجهيز منزلك او عمل بعض التجديدات و تريد ديكورات مميزه فقط توجه لومقع محمد ابو الصح و اقتني واحده من اجمل تصاميم مدافئ امريكيه و ذلك باقل الاسعار المقدمه و العروض القويه .. للمزيد زورو موقعنا او اتصلو بنا علي :
    0790614242_0789896332

    ردحذف